هل هو نجاح يكتب للقائمين على مشروع ليبيا الغد ؟
على غرار ما جرى في مصر حين تحول الشباب الحشاشين فيها الى الاقبال على تعاطي بعض الادويه والعاقاقير المسكنه الامر الذي ادى الى ارتفاع اسعارها في الصيدليات الخاصه بعد حمله قامت بها السلطات المصريه ضد تجار ومهربي المخدرات والقبض على كميات كبيره من المخدرات والقضاء عليها نفس الامر رأيته اليوم لدينا حيث ازدياد عدد محلات بيع القهوه واقبال عدد كبير من الشباب على احتساء القهوه التي تسمى بعد اعدادها ( المكياطه ) ووسائل تخدير بدائيه وقذرات اخرى لا يمكن ذكرها الا بعد التأكد منها
بعد حمله اخرى متزامنه مع الحمله المصريه قامت بها السلطات الليبيه ضد ظاهرة المخدرات والقبض على كميات كبيره منها واحراقها وسد منافذ تهريب المخدرات وملاحقة التجار والمهربين ومتابعة قضايا المخدرات بجديه هذه المره و سرعة انزال الاحكام بالمدانيين فيها
الا ان المزاج الذي اعتادى على التكيف بمادة الحشيش ترك ولم يعار أي اهميه ولم يسأل ابدا عن حالته ولم يتحقق له أي بديل أخر متمثل في عنايه فائقه ومركزه فالطبيب المعالج قضى على اسباب المرض لدواعي خاصه ولكن لم يكشف عن الاصابات او يحاول علاجها او حتى ينظر اليها بعد أن قطع عنها مهدئاتها التي تقضي بها ايامها
لنرى هذا المشهد حيث مررت عدة مرات امام محلات بيع القهوه ورأيت اعداد الشباب الذين يأتون لاحتساء القهوه يبدو عليهم محاولة البحث عن وسيلة تهدأ من القلق والتوتر وضيق الصدر وحيرة العقل ، شباب يحتسون القهوه بكثره حتى اثناء قيادتهم للسيارات واكواب القهوه الورقيه تراها مرميه هنا وهناك وقد سمعت عن شخص يأتي من بيته بسيارة تاكسي الى محل بيع القهوه ثم يعود بسيارة تاكسي مره اخرى كل يوم تقريبا
هذا المشهد يدلل على عمق الازمه وما يعانيه الشباب من الكبت النفسي والحرمان وسد الطريق في وجوههم تحت ظرف اهمال ان لم يكن تربص ومؤامره حين يمنع العمل الاهلي ولا يسمح لأحد بأن يساهم في علاج هذا الأمر الجلل او غيره اوفتح قنوات اخرى للشباب للتعبير عن ذواتهم وتفجير طاقاتهم الداخليه فحتى مايبرز احيانا من بعض مؤسسات الدوله هو عباره عن مجهودات ذاتيه لبعض الافراد يعملون في داخلها يدفعهم حب الوطن ليسمى الانجاز بعد ذلك باسماء اخرين لم يحضروا ولم يعلموا عنه حتى
شبابنا اني احترمكم واعزكم وأعي ما تشعرون به وما تعانونه رغم كثرة أخطائكم ان من بينكم مواهب وقدرات وابداعات اغتيلت في وضح النهار ، آلم بكم اليأس والاحباط واتسعت همومكم وانحرفت عن الصواب وتناسيتم مسؤلياتكم
كوب القهوه لن يهدأ من خواطركم وروعكم
عليكم بالعلم والمعرفه والالمام والادراك الذي يتحقق معه الحكمه والسداد والصواب والثبات
عليكم بالتحلي بالصبر والتريث والانضباط وضبط النفس وأوصيكم ونفسي بتقوى الله والبعد عن السطحيه والسفاهه وعدم الانجرار خلف اهواء النفس وكونوا عند قوله تعالى {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ }النور37