حتى الآن وصل عدد الأسر النازحه من تاورغاء والمتواجدة حاليا في
اجدابيا وضواحيها الى مايقرب عن 234 أسرة تضم حوالي 1308 فرد موزعين بين اجدابيا
المدينة وضواحيها القنان والبيضان وبشر وسلطان وشلين والشباك وتضم منطقة القنان العدد الأكبر اذ يبلغ عدد
الاسر فيها حوالي 84 اسرة يقطنون فيما يعرف بالسكن الريفي وقد ازداد عدد النازحين
بعد احداث بني وليد حيث نزحت اسر اخرى من بني وليد وترهونة باتجاه اجدابيا عن طريق
الجو او عن طريق البر وبعيدا عن الطريق الاسفلتي والبوابات الموجودة في وسط الطريق
والتي تدقق في هويات المارين بحثا عن التاورغيين
معاناة مستمرة ..
يعاني النازحون من ازدحام في السكن حتى ان بعضهم يقطن في مؤسسات
الدولة مثل مركز شرطة ألقنان والمدرسة القديمة والعيادة البيطرية ومخازن التعليم
وبعض المساكن الرعوية القديمة والبعض يستأجر في مدينة اجدابيا ومع ذلك فقد ساهم أهل اجدابيا ومؤسسات المجتمع
المدني فيها منذ البداية و بشكل كبير في
توفير سكن مجاني يؤوي هؤلاء النازحون وتقديم مايلزم لتجهيز هذه المساكن وتأثيثها
أو إصلاحه وتقديم المعونات لهم وغيره
ويواجه النازحون بعض المشاكل في التعليم والصحة وانقطاع الكهرباء عن
سكن بعضهم وغيره ولكن بمساعدة الخيرين من أهل اجدابيا تم إلحاق أبناء
النازحين بالدراسة الإعدادية والثانوية والجامعية رغم عدم وجود وثائق ثبوتية و من أجل تدارك الأمر
تم فتح مدرسة ابتدائي وإعدادي في منطقة القنان وإلحاق طلبة الجامعات بجامعة
اجدابيا والمعاهد الأخرى
كذلك فإن النازحون يشكون من عدم وجود الرعاية الصحية في مناطقهم ويقولون أن
الهلال الأحمر قد انقطع عنهم منذ شهر يوليو 2012 ولم تعد تصلهم الإغاثة التي كان يقدمها لهم ويحتاجونها ويعتمدون في ذلك على المؤسسات
الخيرية والمحسنين من مدينة اجدابيا خصوصا
ان البعض منهم لا يتقاضى مرتب شهري فبعض الفئات انقطعت مرتباتهم نتيجة لكونهم
يتبعون مؤسسات عامة ومصارف مقرها في مدينة مصراتة مثل الضمان الاجتماعي وشركة
الطرق والجسور وشركة الحديد والصلب
أما عن الإعانات النقدية التي تقدمها الدولة فقد تلقى النازحون بداية
قدومهم الى اجدابيا حوالي مبلغ 200 دينار
لكل أسرة بالإضافة الى إعانات عينية متمثلة في بعض الأغطية والأفرشة ويجري حاليا
العمل على إتمام إجراءات صرف مبلغ مالي يقدر بحوالي 400 دينار مقابل سكن لكل أسرة
من قبل الشؤون الاجتماعية بالمجلس المحلي اجدابيا وقد صرف حتى الأن تقريبا لحوالي
5 أسر مبلغ 1200 عن الثلاثة الأشهر الماضية
مركز شرطة القنان تقطنة عائلة مكونة من 14 فرد
ويقول النازحون انه لم يزرهم أي مسؤول من حكومة الكيب للإطلاع على
أحوالهم او حتى أعضاء من المؤتمر الوطني
ولم يقم بزيارتهم سوى العضو موسى فرج عن مدينة اجدابيا وقد زارهم بعض من أعيان
ومشائخ اجدابيا ومنتسبي مؤسسسات المجتمع المدني اجدابيا والأهالي والمتعاطفين
بالإضافة إلى زيارة واحدة لمؤسسة دولية لغرض معاينة أوضاعهم
عبدالفتاح التاورغي مواطن نازح من تاورغاء يبلغ من العمر 38 سنة متزوج وأب لطفلين اختار النزوح من تاورغاء إلى الهيشه
شرقا ومن ثم الى اجدابيا بينما أهله ووالديه
نزحوا إلى مدينة الزاوية غربا ولم يراهم الا مرة واحدة جاءوا لزيارته في
اجدابيا ، كانت لديه وظيفة وعمل حيث كان يعمل سابقا فني تشغيل بمصنع
الحديد والصلب بمصراته وانقطع عن العمل نتيجة لأحداث الثورة وقد صرف له مرتباته
حتى شهر يونيو 2012 ثم توقف عنه مرتبه مما
اضطره للعمل في محل لبيع اللحوم لتوفير قوة يومه ودفع مصاريف إيجار المنزل الذي
استأجره بمبلغ حوالي 150 دينار ويقول الاخ عبدالفتاح إن لديه شقيق اسمه حمزة معتقل
في مصراته منذ أكثر من سنة ونصف ولم يراه إلى
اليوم ولم يتمكن أهله من زيارته ولم يعرف التهمة المنسوبة إليه ولم يعرض للمحاكمة
ويستغرب هذا الصمت من الحكومة والمؤتمر الوطني إزاء حجر حرية التاورغيين واعتقالهم
دون وجه حق ويطالب بعودة أهل تاورغاء إلى
مدينتهم دون أي شرط
المعتقلون في مصراته
ألهم الأكبر الذي يؤرق نازحي تاورغاء ويقلقهم مصير ذويهم الذين لا
يعلمون عنهم شيئا فالكثير من الأسر النازحة لديهم مفقودين او معتقلين لدى ثوار
مصراته ومن المعروف ان المنظمات الدولية تتحدث عن المئات من معتقلي تاورغاء في سجون
مصراته دون محاكمة ولا تهم توجه إليهم تعرض بعض منهم لأشد أنواع التعذيب والبعض توفي تحت التعذيب
فبعد هزيمة قوات القذافي في
مصراته ودخول ثوار مصراته إلى تاورغاء وعند وصول الثوار الى الهيشة قاموا بحملة
إعتقالات عشوائية لعدد كبير من التاورغيين المدنيين الهاربين من ساحة الصراع في
تاورغاء والذين لا علاقة لهم بالعملي العسكري والأمني خصوصا الشباب منهم وكان من
بينهم شاب يدعى عوض محمد تم اعتقاله هو واخيه وابن أخيه في منطقة الهيشة بتاريخ
22/ 10 / 2011 كما يقول الناجون الذين وصلوا اجدابيا تم اعتقال المذكور من قبل
كتيبة تدعى كتيبة اتحاد الثوار
وفي نفس اليوم تم قتل رفيق
لهم في إحدى معتقلات مصراتة اسمه صالح أب لثلاث أولاد وثلاث بنات ومن المفارقات أن زوجته تنتمي إلى إحدى قبائل
مصراته قبلها بيوم تركت زوجها وأبنائها في الهيشه وذهبت مع أشقائها إلى مدينة
مصراته ، قتل الأب والأم موجودة في مصراته وأبنائها نازحون في اجدابيا يعانون من
البعد والفراق والألم وهناك الكثير من
القصص المؤلمة التي حملها معهم النازحون
تحكي لحظات الموت والضعف والخوف والهروب .
الشيخ علي التاورغي متزوج وأب لستة أولاد كان يعمل أستاذا محاضرا في
كلية التربية تاورغاء وإمام مسجد ومحفظ للقرأن في احد مساجد مدينة مصراته التي يقيم بها منذ الصغر يحمل
شهادة ماجستير في الاقتصاد الإسلامي وبكالوريوس إدارة يقول أنه سبق وأن تم التحقيق
معه أكثر من مرة في داخل مقر جهاز الأمن الداخلي مصراته في عهد المقبور وتم مصادرة
أوراقه الثبوتية ومنعه من السفر ولديه أقارب كانوا معتقلين في سجن بوسليم أفرج
عنهم قبل الثورة
عندما اشتدت الحرب في مصراته خرج علي وأسرته من بيتهم وانتقلوا إلى
منطقة قصر حمد ثم تمكن من الخروج الى تاورغاء ومن ثم الى الهيشة
سيرا على الأقدام لحوالي مسافة 75 كلم هو وزوجته وأطفاله ثم نزح مع الأسر النازحة عندما جاءتهم حافلات
من مدينة اجدابيا ونقلتهم إلى منطقة القنان والبيضان في ضواحي اجدابيا
هو الأن بدون وظيفة ولا عمل يقوم بشكل دائم بتحفيظ أكثر من 30 طفل القرآن
الكريم في مسجد القنان تشاركه في ذلك
زوجته ويتولى الإتصال والتنسيق مع مؤوسسات المجتمع المدني اجدابيا والجهات العامة
لحل مشاكل الأسر النازحة ومساعدتها
يطالب بعودة التاورغيين إلى مدينتهم والإفراج عن جميع المعتقلين في
سجون مصراتة ويأسف على غياب الدولة في هذا الشأن الداخلي لليبيا وتسييس قضية تاورغاء ومصراته والتمادي في
الإنتقام من أهالي تاورغاء والإختطاف والإعتقال والتعذيب والإعتداء على المواطنين المسالمين الذين لا علاقة
لهم بالعمل العسكري والأمني والنزوح وتدمير تاورغاء
ويأمل الشيخ علي ي ان تأخذ قضية سكان تاورغاء المسار القانوني وان
تتناولها الدولة بكل حيادية وشفافية وإنصاف لأهل تاورغاء ويقول ان كانت تاورغاء قد شطبت من خارطة ليبيا
فليعلن المؤتمر الوطني ذلك وان كانت لازالت
فمن حقنا العودة .